خطورة حرمان الطالب من الدراسة عامين...

المقال المقترح...
عقوبة الحرمان عامين من الدراسة هو:
( دمار شامل للمجتمع والدولة )

العقوبة بالحرمان من الدراسة ولمد عامين ليست الحل الأنسب في عقاب الطالب من عدم الغش، وذلك ليس بمثابة عقاب او عتاب وهذا دمار شامل لهذا الطالب بل ولاسرته التي تعبت في تربيته وربما يكون الطالب مهذبا وذو خلق حميد ومن عائلة مرموقة وعائلة محترمة فاودى به الغش الى الحضيض، لان الحرمان من الدراسة ولمدة عامين اكيد سينجرف الطالب في تلك الفترة وراء اللهو وعدم الاستقرار وربما يقوم الطالب في تلك الفترة وبسبب هذه العقوبة باستعمال أشياء ما كانت ابدا تخطر في مخيلته اثناء الدراسة وان فترة الدراسة كانت الساتر الوحيد من تلك الافات، لم يكن التأديب بالحرمان من الدراسة للطالب الذي غش في الامتحان بالعقوبة، ومن اين أتت تلك العقوبة وهل سمعتم بها في مدارس وجامعات الدول الغربية كلا لم نسمع بمثل تلك العقوبة، ومن وضع تلك العقوبة اكيد ليس لديه أبناء وانه حاقد على أبناء الاخرين وحرمانهم من الدراسة ومن التعليم.
من غش فانما غش نفسه أولا ثم غش ربه ثم المجتمع لذلك تقع المشكلة فيه أولا ولا بد ان ينال العقاب ولكن ليس بهذه الطريقة المدمرة والقاتلة لعقول البشرية. التوقف عن الدراسة لفترة يسبب الكراهية للطالب للدراسة وهي السبب الرئيسي لكراهية الطالب لمعلمه وخاصة ذلك الذي ضبطه وهو يغش، وأيضا تسبب الكراهية لزملائه لانهم سبقوه في مراحل الدراسة، والعقوبة هنا لم تكن قاصرة على الطالب فقط بل على المجتمع كله والدولة ففي تلك الفترة يزيد عدد العاطلين وربما لم يكمل الطالب دراستة بعد انقضاء تلك الفترة فيكون عالة على اسرتة وعلى الدولة ويريد من ينفق عليه وهذا فيه تعطيل كبير للوظائف وعدم وجود موظفين.
يجب وضع عقوبة أخرى اخف وانسب كالتوبيخ مثلا او دفع غرامة مالية مناسبة او التوقيع والتعهد بعدم القيام بمثل هذا العمل او انشاء إصلاحية في كل مدرسة عبارة عن بناء يوضع في المعاقب، كعدم الخروج في فترة ما بين الخميس والسبت وهذا ما يفعل في المعسكرات العسكرية كالشرطة والجيش او اذا كان طالبا ارتكب خطأ ما ان يحبس لعدة ساعات بعد فترة الدراسة اليومية ولكن تلك العقوبة والتي تحرم الطالب من الدراسة ولمدة سنتين ليست بالمنطقية وليست بالمنصفة وليست بالرادعة وليست بالجازمة وهذه ليست بالعقوبة ولكن هذا ما يسمى دمار شامل للطالب وعقله واسرته ومجتمعه.



الشيء الأهم في هذا الامر ربما يكون الطالب ضعيف في مادة ما، ويحتاج الطالب الى مدرس خصوصي وليس مع ذويه المال لكي يذهب الى الدروس الخصوصية، وما من طالب الا لديه مادة لم يتقنها او لم يفهم فيها الا القليل، لذلك يقوم بالغش فيها للخروج من هذه النقطة وهذه المحنة باي وسيلة فيلجأ وقتها وبدون النظر لما سيحدث للغش، ففي هذه الحالة اما ان ينفد بغشه ويهرب من الكمين او ان يضبط وينال العقاب. ومصير الطالب في تلك الفترة مصيرا مجهولا لانه اما جلس وانتظر فترة انتهاء العقوبة وهذا شبه مستحيل، واما استغل تلك الفترة في الانخراط وراء الحرام وما شابه ذلك من استعمال للدخان او استعمال للمخدرات والمسكرات ووراء تدمير النفس وهذا هو الأرجح، فلماذا نرمي بأبنائنا الى الهاوية والمصير المجهول.
كاتب المقال / مفيد عوض حسن علي
للتواصل بريد إلكتروني Mufeed.ali@outlook.com

المقال الذي تم نشره في جريدة الراية - المنبر الحر...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة كالشمعة...

العنابي نال محبة الجميع...

القيادة... فن وذوق وأخلاق