إن الانسان لربه لكنود

المقال المقترح...
ان الانسان لربه لكنود
يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم وفي سورة العاديات: إن الانسان لربه لكنود(6) وانه على ذلك لشهيد(7)، فمن هو الكنود؟ الكنود هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه بل وكفر بها، احد الصالحين كان اقرع الرأس، ابرص البدن، اعمى العينين، مشلول اليدين والقدمين، ومع ذلك كله كان يردد دائما: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا ممن خلق وفضلني عليهم تفضيلا، مر به رجل فسأله متعجبا مم عافاك؟ اعمي وابرص واقرع ومشلول، فمم عوفيت؟ فقال: ويحك يا رجل، جعل لي لساناً ذاكرا وقلباً شاكرا، وبدناً على البلاء صابرا، كم هي النعم التي نتقلب فيها بالليل والنهار فهل ترانا شكرنا هذه النعم؟ ام اننا نطلب المزيد وننظر الى من هم فوقنا وننسى المعذبين واهل البلاء؟ لو كان لا يبقى لنا من نعم الله الا ما شكرناه عليه فكم نعمة ستبقى معنا يا ترى؟
معظم حكام الدول العربية غير منصفين في حكمهم ومتربعين على عروشهم وكأن الدنيا والاخرة ستدوم لهم ولا يعملون الا لمصلحتهم ومصلحة حاشيتهم فقط، يفتحون الحسابات في البنوك الخارجية خوفاً من حدوث ثورة او انقلاب يؤدي بهم الى خارج بلادهم.
يقومون بسلب ثروات بلادهم ويقومون بنهب وسرقة أموال الشعب، الشعب الذي بنى وطنه وقام بإنشاء المصانع والمعامل والأراضي الزراعية وتعب وشقى وسال عرقه ليرى حصيلة ما قام به من عمل سواء في انتاج زراعي او صناعي.
معظم الحكومات في الدول العربية الا من رحم تقوم بقمع المواطن ورفع أسعار المواد الغذائية والسلع ومشتقات المواد البترولية حتى يكره المواطن وطنه ويهاجر الى دولة أخرى يستطيع فيها ان يربي أولاده ويستطيع فيها العمل بدون مواجهة أي مشاكل فقط الخروج لما يريحه من شقاء وعناء المعيشة في بلده الذي ولد فيه وترعرع وعاش فيه بل وخدم فيه ما بوسعه.
كل ذلك يأتي من حكومات دولنا العربية تفعل كل ذلك من اجل تهجير المواطن في حين ان الوطن الذي خرج منه هذا المواطن في حاجة ماسة اليه وقد يكون المهاجر طبيبا او مهندسا او معماريا أيا كان فهو درس وتعلم من اجل رفعة وطنه ولكن وللأسف تجد كل الخبرات وكل المسميات الوظيفية الكبرى قد خرجت من بلادها خشية الذل وخشية سبل المعيشة.
هل سمعتم بان أمريكا او بريطانيا خرج من بلده من اجل المعيشة؟ لا لم نسمع بمثل ذلك والذي يخرج من بلده ووطنه هو العربي فقط والاجنبي يخرج من بلده معاراً لمدة معينة ثم يرجع معززاً ومكرماً.
لو نظرت الى أفعال الدول الأجنبية كأمريكا او بريطانيا أو أي دولة اوربية أخرى تجد فيها الكثير من قوانين الشريعة الإسلامية هم يقومون بدفع الزكاة وإخراج الصدقات ومساعدة اليتامى والفقراء دون ان يدرون بانهم هم يقومون بتطبيق الشريعة الإسلامية وسبحان الله نحن أصحاب الشريعة الإسلامية ولكن وللأسف لا نقوم بتطبيق ولو جزء منها اليس هذا حرام علينا اليس هذا سيأتي في يوم علينا وسنحاسب عليه ولا احد منا الا من رحم يفكر في تلك اللحظة ولدينا المشايخ ورجال الدين ولكن نصحهم في هذا الزمن اصبح غير صائباً وأصبحت الخطب والنصائح في الجوامع فقط في أشياء معينة وليس على رجل الدين الحق الفتوى في أمور المعيشة والحياة ولا الرأي في الحكومات ومن تلفظ بكلمة او جملة لبعث ولا حول ولا قوة وراء الشمس بمعنى انه اعدم او عذب حتى ان فارق الحياة.
البعض من رجال الدين عندما تتناقش معه في مثل هذه الأمور وتوضح له بان النصارى هم من يطبقون الشريعة الإسلامية يقف في وجهك ويقول لك حرام عليك ان تقول مثل ذلك ولا يدري هو نفسه الحرام من الحلال وما شرعه الشرع.
كل الدول العربية لو طبقت القاعدة التي تطبقها الدول الأجنبية لكان لنا العز وما كان وصل بنا الحال الى هذا الحد من تشريد وتهجير وحجز قسري وقتل وتعذيب.

   كاتب المقال / مفيد عوض حسن علي
للتواصل Mufeed.ali@outlook.com

المقال الذي تم نشره في الجريدة - المنبر الحر...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة كالشمعة...

العنابي نال محبة الجميع...

القيادة... فن وذوق وأخلاق